المشهد الاول:
رغبة جامحة تمتلكها لتحدثه ، تحبه ولكنها تترقبه و تتعامل معه بحذر ، هما يعرفان بعضهما جيدا و لكن من بعيد ، ظلت مطلعة على صفحته الشخصية على موقع التواصل (فيسبوك) هل ترسل له طلب صداقة ام لا ؟ هل تشعل نيران الشوق بداخلها ام تتركها منطفئة خامدة ؟ اسئلة كثيرة تتردد بداخلها و حيرة تزداد ..و ثم ماذا؟
ارسلت له طلب الصداقة دون ان تشعر و دون ان تعطي مجالا للافكار تتقاتل بداخلها و اسرعت باغلاق الانترنت كي لا تعطي فرصة لرد الفعل يعكر صفوها و جمال احساسها ، و ذلك الشجن بداخلها و الحنين الذي لا طالما حفظته سرا بداخلها سنين تبادله الحب بينها و بين نفسها ، و تأتي المفاجئة كصاعقة ، بعد نصف ساعة هاتفها يرن و هو المتصل ، نعم هو بكل حب بكل هيام ...
كيف انتي ؟ لقد قبلت طلب الصداقة و اتمنى ان توافقي بي كصديق لكي او كشريك ثم ضحك بهدوء.
ماذا يقصد؟!
فاردفت عليه نعم يا ليت ثم تلعثمت ... اقصد كصديق .
و اكمل قبل ان ينهي المحادثة أنتي أميرة قلوب كثيرة ، انا احتاجك و من ثم اغلق الخط ليضعها في حيرة و في نار تشتعل بداخلها ماذا يقصد ؟ ماذا يريد؟ و كيف له ان يدير دفة الحوار و يتحكم بها كأنه الملك ..الملك الذي يحتاج عطف و حنان شعبه..كيف له ان يسيطر بهذا اللين و بهذه الراحة و بذلك التجلي!
ماذا حدث لكِ يا أنتي؟
ولكنها شعرت بحاجته اللجوجة لها ، ولم تستطيع ان لا تلبي النداء .
المشهد الثاني:
تقف امام مبنى شاهق العلو امام بحر هواءه نقي ، صعدت الدرج حتى الطابق الخامس دون توقف او شعور بالتعب ، المبنى عبارة نزل مكون من غرف فردية، وقفت امام الباب رقم ٤٥ مدتها يدها بالمفتاح الذي احتالت على رجل الاستقبال لكي تسرقه، لا حاجة لها للاستئذان تعلم انها تملك لا شعوريا حس السيطرة عليه ،فتحت الباب الغرفة واسعة متناسقة و بسيطة ، دولاب على يمين الباب خشبي عتيق و على الجانب الايسر تسربحة بمراية متوسطة و ادوات عليها
و نافذة واسعة تطل على البحر و مفتوحة على مصرعيها لتطير الستائر البيضاء الخفيفة من هواء البحر المنبعث داخل الغرفة و لوحة لمنظر جمالي اعلى السرير الذي يستلقي هو عليه...نعم هو مستلق على السرير ولكنه مستيقظ يفكر مستلق على جانبه الشمال و وجه لي ، مرتديا ملابس خروج و كأنه جاء من الخارج منذ قليل ، ضوء الغرفة خافت مريح للعين ، رءاني فنهض معتدلا جالسا على سريره مقابلا لي اقتربت منه بخطوات خفيفة و كأن الهواء يحملني له ، وقفت مقابله تماما ، تصل رأسه الى نصف صدري ينظر بعينيه العسليتين لي نظرة هادئة كملاك حارس جاء لينقذه من لحظات حزنه على فقدانه والده العزيز الذي احبه اكثر من اي شيء ، يظر الي كرجلا يريد ان يتعرى من قناع الرجل الصامد كالجبل و يكشف كينونته كطفل في حاجته لامه ، استشعرت بيداي وجنتيه و تخللت أصابعي بين خصلات شعره الناعمة وانا أنظر اليه ودون سابق انذار استند براسه على قلبي ...ما هذا الذي تدفق فجأة الى قلبي لا اكاد اشعر بروحي داخلي ، ضممت راسه على صدري لأمنحه الحنان و الطمأنينة او ربما ان امنحهم لنفسي...انا احتاج ان يحتاجني ان يتعطش الي جانبه ، كم جميل ان يحتضنا بعضهما و تتلاقى ارواحهم في ملكوت الحب و تحلقان عاليا ...
وثم استيقظت من حلمها و هي على يقين انها رؤى وانه يناديها و يحتاجها و لكن كيف و لم تسنح لهم الفرصة ان يقتربوا يوما من بعضهم.